الجمعة، 28 ديسمبر 2007


عيد الأضحى ....بلا أضاحي


بقلم النائب : راوية رشاد الشوا عيد الأضحى ....بلا أضاحي...!!!


مرت اللحظات عشية عيد الأضحى المبارك تحمل مشاهد المتناقضات على الشعب في قطاع غزة، فبينما كان الوفد الفلسطيني برئاسة الرئيس محمود عباس \"أبو مازن\" ورئيس وزرائه د.سلام فياض يتلقون الوعود التي انهالت\" بالمبالغ الفلكية\" المقدمة من الدول المانحة لدولة فلسطين العتيدة...... كان المشهد في قطاع غزة يتابع نقل مشاهد الدماء وأشلاء الشهداء تتطاير لتصل أيضاً لرقم يتخطى حالة الذهول ليصل إلى اكثر من \"تسعة\" شهداء وسط ازدحام عشية عيد يُقبل الناس فيه على التسوق من متاجر فارغة، يُقبل فيها على التنزه، والطائرات الإسرائيلية تكسب السماء شُحوباً .تلك المشاهد لا شك ضاعفت كوابيس تداهم ليل الطفولة البريئة، وأيام الكهولة...المنتظرة...ولحظات المرضى المنتظرين قطرة دواء أو إذن خروج للعلاج لا يأتي، فيقضي المريض منتظراً تصريح الخروج دون فائدة، فكل أعذار القائمين على إصدار تصاريح الخروج أو العودة إلى الوطن أصبحت واضحة حتى \"للأغبياء\"...؟؟ الهدف أن يزهقوا روح العيد....؟؟؟ ويقتلوا البسمة عن شفاه الأطفال في هذه المناسبة التي يحتفل به أكثر من 30000 مليون نسمة أو أكثر.أما أعياد الميلاد المجيدة في أقدم مدن التاريخ \"غزة\" فلا عيد يدق الأبواب...!! غابت الأشجار التي كانت تحيي الأعياد اقتلعت بآلات الغرب ....!! وزينة العيد صودرت ومنعت عن المعابر الموصدة »بالضبة والمفتاح«، والعاب الأطفال لم تعد من سلع العيد فقد يكتفي الطفل الغزي بحجر أو حديده، يتزامن احتفال المسلمين.... والمسيحيين في أعيادهم الرئيسية في وقت غابت حلويات العيد وخلت المحال التجارية من (حبة ملبس) باللوز...أو حبة الحلقوم الشامي...، ولوازم الأعياد.عيد الأضحى... بلا أضاحي فقد شحت الماشية....!!! يتقاسم الناس الأضاحي أو يستغفرون الله ويقومون بأداء واجباتهم الدينية حسبما تسمح الظروف...!!.عيد بلا مطر....!! فقد شحت السماء وجفت سحبها وانطلق خريف بارد مثل برودة المنازل التي تودع شهدائها...!!لا أريد أن اكرر مقولة ماري انطوانيت حين ثار الشعب الفرنسي إيبان الثورة الفرنسية التي أطاحت بنظام الحكم وبها، حين اخبروها أن الشعب يتضور جوعاً ولا يملك الخبز ليقيت به نفسه وأطفاله، فما كان منها إلا أن أجابت إجابتها الشهيرة..... إذن فليأكلوا البسكويت....!!ترْقب المارة من العائلات - اكتظاظ غير منطقي متحدين القصف يتحدثون، ويتجولون - الملاحظ: نُدرة من كان يحمل أكياس مشتريات...!!!هذا يعود لـ سببين...أولهما قلة ذات اليد- شح في الموارد، ثانياً عدم وجود ما يحتاجونه من سلع، هذا بالإضافة الى ان كل الأجواء لا تبعث بالمرء للاحتفال في هذا الوضع السياسي المأزوم.تذكرني الأحوال في غزة ببلدان المعسكر الشيوعي في الثمانينات \"بوخرست\" زمن \"شاوشيسكو\" ان حال الأسواق في غزة شيء من ذاك القبيل فما نجده اليوم على أرفف البقالات هي بقايا من بقاياه...!! المواد الأساسية هي موجودة بفضل الكمية المسموح بها من قبل الجيش الاسرائيلي هذا الذي انسحب من غزة أولاً، وأما الكمية الباقية هي من مخلفات وكالة غوث اللاجئين التي بدونها لتضاعف عدد المرضى والحالات الآيلة للسقوط والانهيار.لم يكن يوماً في قطاع غزة طفلاً جائعاً بالمعنى(الحرفي) لكنني من هنا لكل مسئول في قطاع غزة وفي رام الله أقول ونحن نشعر بالغضب لقد جاع أطفال غزة....!!! وهم بحاجة اليوم لوجبة غذاء هذا إن قدر الله لهم والدول المانحة..؟؟.من المسئول عن الموت البطيء الذي يمارس على شعب بأكمله؟ إن الذي سيحكم في نهاية الامر هو التاريخ وليس طرفاً من الأطراف المتصارعة ففي حالة احتدام الصراع السياسي والتحدي الفصائلي، فان القلب لا يشعر.... والعين تفقد بصرها.....والعقل يرفض أي فعل منطقي، إنها هي الحالة التي نعيشها من القسوة الجارفة التي تسكن العقل والقلب والنفس، وتنسيينا إننا شعب مورس عليه اشد أنواع العقاب الجماعي لذنوبٍ لم يقترفها.عيد بلا شوكولاته ولا حلوى للأطفال....عيد بلا ملابس حتى من صنع الصين...!!....عيد بلا أحذية جديدة التي كانت تتوج رزمة ملابس العيد..... بلا العاب وهدايا ولا نزهاتٍ....فالرسالة وصلت وعيون الطائرات في السماء ترصد لتحصد المزيد من الأرواح.عيدٌ ينتظر مواطنيه على المعابر منذ أشهر طوال دون التفات المسؤولين إلى حق الإنسان القانوني بالرجوع إلى وطنه وما يزال ينتظر في حرقة الشمس وبرد الشتاء.فالبرغم من حجم الضغوط التي تمارس على قطاع غزة والشعب الفلسطيني أينما كان لابد من التمسك بالبوصلة الوطنية التي آمنا بها جميعاً لان قضيتنا قضية سياسية عادلة.فإلى كل فلسطيني في الشتات اعرف خيبات أملكم واعرف استعدادكم لدعمنا، ولقد جاءت لحظة الحقيقة أن تقفوا معنا بتجرد ونعود إلى الأسس التي يمكن أن تجمعنا مرة ثانية أسس محفورة في قلوبنا وعلينا أن نعلنها ونعبر عنها ونقف من اجل تحقيقها، والعيد سوف يمر بكل آلامه وأحزانه لكن طالما هناك نفوس صادقة تملك الكلمة الحرة لن نخاف من هذا الحصار والاجتياح والقتل معاً....!!

http://www.alquds.com/inside.php?opt=2&id=49677

الجمعة، 21 ديسمبر 2007

Labbayki ya Ummi (لبيك يا أمي)


هذا زمن العقلاء !! بقلم د.غازي حمد

هذا زمن العقلاء !! بقلم د.غازي حمد التاريخ: 1428-9-22 هـ الموافق: 2007-10-03 21:50:08
د.غازي حمد
هناك اجماع على ان الحالة الفلسطينية جريحة ,حزينة, منقسمة .لا احد فينا يشعر بالراحة وطمأنينة النفس و"هداوة" البال ...بل على العكس, الكل قلق على مستقبله, خائف مما هو آت .اينما تذهب يفجئك الناس بالسؤال البديهي "وين رايحة ؟".بالتأكيد لا تملك جوابا صريحا وواضحا في ظل هذه الغيوم التي تلبد بها سماء الوطن ,وفي ظل هذه الاصوات الصاخبة الحادة التي أرهقت اذاننا بتعابير خارجة عن الادب الوطني , ومن ثم تجيب "الله يسترها ويجيب العواقب سليمة". !!جواب لا ينم الا عن عجز ووهن وضيق حال.
آلمني و آلم كل انسان هذه الحرب المفتوحة الضارية بين اخوة الوطن (من حاربوا سويا في خنادق المقاومة وتعلقوا باستار الكعبة وجمعتهم حكومة واحدة وبرلمان واحد) ..حرب على الارض و حرب في الاعلام ,حرب لا نعرف نهايتها والى اين ستصل وعن ماذا ستتمخض.
انظروا الى ما وصلنا اليه اليوم: انقسام وتفسخ غير مسبوق بين الضفة وغزة .. حدة الكراهية زادت بين حماس وفتح الى درجة مرعبة حتى اطفال الشوارع باتوا يتلاسنون بالفاظ نابية اكبر من اعمارهم .. الازمة الامنية انتقلت برمتها الى الضفة حيث جرت كثير من الموبقات والممارسات المرفوضة ... عانت غزة من حصار واخطاء وعثرات.. برزت ازمة الرواتب و محنة المعابر..طفت مشاكل الوزارات بين غزة ورام الله ..اصبحنا حيرى في وطننا , مشتتين ممزقين قلقين على مستقبلنا و مصيرنا ..اصبحنا في كل لحظة تحت سيف الاستنزاف والتوتر والحرب الباردة بين غزة ورام الله ...اصبحت الصحف تصدر عناوينها بمعركة "عض الاصابع " بين ابناء الوطن الواحد ..قرار هنا واجراء هناك ,فصل هنا وتعيين هناك .. اتهام هنا و تخوين هناك ...يالله !! الى اين وصلنا و اي طريق يقودنا؟؟واي كارثة تنتظرنا ؟!!
ما الذي سنصل اليه في النهاية بعد الحسم والمناكفة والمعاندة والمكابرة؟ حوار مرة اخرى ؟!! حوار للمرة الرابعة والخامسة والعاشرة ...هل سنعود الى مكة ام نلتقي في القاهرة او صنعاء او دمشق؟..ام سنبحث عن عاصمة اخرى تلملم جراحاتنا وتداوي وجعنا ؟ هل من ضمانة اكيدة انه بعد الحل ستعود الحياة صافية غير مكدرة(التي فقدناها منذ زمن وامد بعيد) ام انه تحت الرماد ما تحته؟
انا متأكد بانه بالامكان والميسور ان نحل كل قضايانا هنا ..نعم هنا ,في ازقة غزة او نابلس او رام الله دون الحاجة للانتظار على بوابات العواصم التي ملت من كثرة تردادنا !!و دون الحاجة للبحث عن وسطاء ذوي البشرة الشرقية او الاعجمية!!
نعم يمكن ان ننجح , وبامتياز, لو تجرد الجميع للصالح الوطني وتخلي عن كل الحسابات الضيقة ...لسنا بحاجة الى السفر بعيدا ..لسنا بحاجة الى "طاولات" مستديرة او مربعة بل بحاجة الى قلوب صافية وعقول واعية ...كما في حماس حريصون غيورون على الوطن هناك في فتح ايضا وفي الجبهتين والجهاد وكل القوى ..وبامكان كل هذه الايادي ان تتشابك وتخرجنا من دوائر التعاسة والنكد .اقول لكم ان شعبنا مل من الاحتراب ومل من الحوارات و مل من تعدد الحكومات والسلطات ومل من الانتظار المجهول ..مل من افق مسدود وامل مفقود...لا تعذبوه اكثر من ذلك وارأفوا به ..ارأفوا بشيبه وشبابه الذي لا يجد عملا ولا متنفسا ..ارأفوا بطلابه الممنوعين من السفر وتجاره الذين افلسوا ..كونوا لهذا الشعب يدا حانيا بدلا من سوط يلهب ظهره ...كونوا لهم بسمة امل بدل هذه التعابير العابسة التي تطل من حين لاخر تهدد وتتوعد!!
لكل طرف ان يقول ما يقول ,ويدعي ما يدعي , لكن صوت الوطن(الانقى والاصفى) هو الذي يجب ان يسمع الان . يجب ان يصمت الجميع ليصغوا الى صوت الوطن الجريح المكدود الذي يقول باننا نسير في الاتجاه الخاطيء المعاكس لمسيرة تحررنا واستقلالنا ..مسيرة توحدنا وكرامتنا ..يقول الوطن "لا لاتجاه الحرب والقطيعة ..لا لاتجاه الكراهية".صوت الوطن يقول بان غزة ليست لحماس والضفة ليست لفتح ,بل الوطن واحد و الشعب واحد . صوت الوطن الذي يملي على الاطراف ان تقدم تنازلا لاجله ولاجل وحدته و كرامته.. صوت الوطن الذي يقول بان المكابرة والمعاندة تقود الى الهلاك والدمار وضياع البلاد والعباد .
صوت الوطن الذي يقول بان الوقت هو وقت العقلاء ,وليس وقت المراهقة والعاطفة المشبوبة .. ليس وقت المناكفة والمعاندة وعض الاصابع لانها معارك محكوم عليها بالفشل(الجرح في الكف)...
هذا هو وقت العقلاء الذين هم ملح الارض الذين اذا حار الناس وضاقت عليهم السبل كانوا لهم شفاء و دواء وبلسما ..وقت العقلاء الذين لا تجرفهم الاهواء ولا تحرفهم لحظة غضب عن قول الحق ..العقلاء الذين لا تتلبسهم الحزبية بثوبها الضيق بل يتسربلون بثوب الوطن الارحم والاوسع والارحب ...العقلاء الذين يدركون بان التنازل من اجل الوطن والشعب ليس عيبا بل فخر وشرف .
ايها العقلاء نحن احوج الناس اليكم ..نحن غرقى في بحر لا قعر له, واذا لم تمدوا ايديكم الى هذه السفينة فستغرق ونغرق جميعا !! تذكروا بان فريضة اصلاح ذات البين اوجب من الصلاة والصيام لان فساد ذات البين هو الحالقة !! اي و الله !!الحالقة التي حلقت افئدتنا و اخوتنا ..الحالقة التي افسدت بين المرء وزوجه ,وجعلت الاخ يكره اخاه لمجرد الخلاف في الانتماء السياسي!!
هذا ليس وقت الاعلام المعبأ والمحرض على الكراهية والقطيعة وتفسيخ الصف الوطني ,بل اعلام وطني صادق يجمع شتات القلوب ويقرب وجهات النظر ..اعلام لا يكذب ولا يفبرك ...اعلام لا يقوم على الاتهام والتشويه والتجريح. للاسف اعلامنا وصل الى مرحلة غير مسبوقة من الاسفاف وتبادل التهم واقتناص العثرات و فضح المستور وتكبير الصغائر و"فتح الدفاتر القديمة" . اتمنى على كل الناطقين الاعلاميين ان يقفوا لحظة صدق ومراجعة ..ان يصوموا يوما عن الكلام غير المباح , ثم يتبعونه بيوم "عيد" يبثون للناس فيه كلاما طيبا حلوا بدل المر والعلقم الذي نتجرعه كل يوم ..اتمنى عليهم الا يفتحوا قواميس التعابير القاسية النكدة, فقاموس الوطن مليء بالكلمات الجميلة الرائعة .
** حل للازمة
ليس من شك اننا جميعا في ازمة !! ولا احد يستطيع ان يدعي غير ذلك .ماذا على المريض ان يفعل حين يلم به المرض سوى ان يسارع الى الطبيب ولا ينتظر حتى يستشري المرض فيصبح عضالا عصيا على الشفاء....المريض الذي لايشعر بعلته يموت موتا بطيئا .
حين نتكلم عن حل للازمة يجب الا نضع امامها الف عقبة وعقبة ,بل يجب ان نمد الجسور و نهيئ الاجواء ونفتح الافاق ..يجب الا نعقد الامور كثيرا, فاليسر والتسهيل مطلوب لصالح هذا الوطن ..ليس الوقت وقت مبارزة من يسجل نقطة ضد الاخر ,فكل الاهداف هي في شباك الوطن !!
من يبدأ بالخطوة الاولى؟ في شرعنا وديننا "وخيرهما الذي يبدأ بالسلام" ..اليوم نتكلم عن سلام الوطن وليس سلاما بين شخصين او حزبين ..من يبدأ هذه الخطوة الشجاعة فهو صاحب السبق والفضل ,وستسجل في سجله الوطني كعلامة تفوق وليس كرسوب او تراجع . ليس من العيب التراجع لصالح الوطن بل هو التقدم بعينه ..
من اخطأ فلا عيب ان يتراجع عن خطأه ,ومن تجاوز فلا ضير ان يعود ,ومن عاند او كابر فلا نقيصة في التوقف عند الحق, فهذا من شيم الكرام.
اليوم قضية وحدة الوطن اكبر من اي قضية فرعية اخرى .يجب الا تشغلنا الفرعيات الصغيرة عن القضايا الكبرى .يجب الا ننسى في زحمة المناكفة والمعاندة ان عدونا تغمره سعادة كبيرة لما الت اليه الامور .. سعيد بهذا الانقسام و التفسخ, فيما محبونا من العرب و المسلمين واصدقائنا في العالم حزينون متألمون.
لننفض عنا هذا التردد وهذه الهواجس الكثيرة ..لننفض عن عيوننا وعقولنا استحالة الحل دعونا من التعلق باوهام المؤتمرات الخريفية والشتوية (ليكن تصالحنا مؤتمرا ربيعيا) ... هناك اسس باتت واضحة لا يجادل فيها احد : حكومة بتوافق وطني ,مؤسسة امنية مهنية ,اصلاح المنظمة ,ما عدا ذلك فهي اجراءات وشكليات تصغر امام الاهداف الكبرى ..
ياقادة الشعب أروا الله وشعبكم من انفسكم خيرا ...نحن على ابواب عيد ..اجعلوا عيدنا فرحة حقيقية . -- ___________________________

الأحد، 25 نوفمبر 2007

صورة قلمية / غزة هاشم ...مدينة معزولة تتحول تدريجيا إلى سوق سوداء كبيرة


صورة قلمية / غزة هاشم ...مدينة معزولة تتحول تدريجيا إلى سوق سوداء كبيرة!
التاريخ : 25 / 11 / 2007 الساعة : 17:01


غزة- كتب-موسى أبو كرش- لو قدر لك أن تزور غزة ـ هابطا "بالبراشوت" "أومتسللا عبر نفق"، فستجد نفسك أمام بلدة من القرون الوسطى ، ولتذكرت على الفور رواية مئة عام من العزلة لغابريل ماركيز ، والطاعون لألبيرو كامو، وربما توقفت طويلا أمام مشاهد من نجران تحت الصفر ليحيى يخلف. وجوه فاقدة البهجة لعمال عاطلين عن العمل، وموظفون انضموا إلى سوق البطالة بعد إن اغلقت مؤسساتهم، يرتادون الأسواق، في رحلة يومية "ماراثونية" ودون هدف معلوم ،زائغة عيونهم ، وئيدة خطواتهم ،لا هم لهم سوى قتل الوقت على الارصفة والطرقات والمقاهي القليلة..طلاب حديثو التخرج فقدوا كل أمل في العمل أو السفر إلى جامعتهم لإكمال دراستهم بعد أن سدت المعابر في وجوههم فاستسلموا لليأس والقنوط ..شكوى في كل مكان في سيارات السرفيس والأوتوبيسات ،أحاديث الجيران والجارات .. شكوى من كل شيء..غلاء الأسعار، إرتفاع تكاليف الحياة ..الأدوية المفقودة في الصيدليات، حليب الأطفال، مواد التصنيع ومواد البناء ،برادات البقالات ومحلات السوبر ماركت الخاوية, فقدان فرص العمل، إنضمام عشرات العمال يوميا إلى سوق البطالة .. إمّا السؤال المدى الذي ينهش رؤوس الجميع فهو إلى أين نحن ذاهبون؟في ميدان فلسطين ،قلب غزة النابض تسطيع بنظرة قصيرة أن تقرأ المشهد الغزي الكئيب ،فعند مدخل سوق الزاوية وهو مدخل شارع فهمي بك أيضا شرق الميدان تمتدّ مساحة من الوحل فوق رصيف الشارع، لم تجد حتي الأن من يزيلها ـ رغم أنها تجبر الجميع على دخولها والولوج فيها ،ولن تعدم في هذا الشارع أن تسمع إمرأة تقول لأبنها إذا ما جذبه شيء من معروضات البسطات وهى تزغره بعينين حادتين : "متفضحناش ياابن الكلب معناش مصارى".بمحاذاة سوق الزاوية ,على الطرف الجنوبى للميدان، تمتد سوق جديدة لباعة السجائر المصرية التي تم جلبها عبر الأنفاق،والأخرى التى يتم تهريبها من داخل الخط الأخضر أو عبر الزائرين من أبناء غزة للضفة ،وعلى الرغم من توفر الكثير من أنواع السجائر في هذه السوق السوداء وغيرها من أسواق القطاع، إلا أن أسعار السجائر سجلت معدلات مدهشة ،حيث بات يتراوح ثمن علبة السجائر الواحدة ما بين عشرين إلي ثلاثين شيقلا ،فيما وصل ثمن علبة المعسل المصري " التمباك"الى أكثر من خمسة وخمسين شيقلا وذلك للضرائب الباهضة التي تفرضها حركة حماس علي السجائر بعد إستيلائها على السلطة، لتغطية النفقات الهائلة التي تحتاجها الحركة لتشكيلاتها العسكرية، وتسير شؤونها وليس كما يدعي بعض قادة الحركة في مقابلاتهم الصحفية "لتأديب أبناء حركة فتح "..ولو كان الأمر كذلك حقا فما ذنب المدخنين من غير أبناء الحركة الذين ضجوا من غلاء اسعار السجائر وعلت أصواتهم باللعنات على الجميع بعد أن وجدوا أنفسهم يفقدون الجزء الأكبر من رواتبهم ثمنا للسجائر التي لايستطيعون الأقلاع عنهاـ كما يقول محمد الموظف الأربعيني: "أنهم يغيظونني فلماذا علىّ ان أدفع أكثر من نصف راتبي لمهربي السجائر وفارضي الضرائب وأحرم أبنائي من قوت يومهم ؟ هذا ظلم ولايرضي الله ورسولة!على مدخل سوق فراس أسفل مبنى البلدية ثمة بركة من الوحل " اللبص" تمتد بجانبها مختلف مخلفات السوق الرئيسة بالمدينة ما يجعلك تصاب بالإحباط وأنت تنظر إليها وإلى باعة السمك وهم ينادون على بضاعتهم الكاسدة فلا يجدون من يلتفت إليها يؤكد سالم "صاحب بسطة سمك "برك" :"الناس ما عادت تلتفت إلى الأسماك رغم أن اسعارها معقولة" ..يصمت ويضيف مؤكدا "الناس أفلست والعدس بيمشي اليوم". البسطات في غزة أضحت ظاهرة مألوفة فيها تباع البضائع المصرية المهربة من الأنفاق ومواد التموين من أرزوحليب وزيت والطلب عليها في ارتفاع دائم.في سوق الملابس المستعملة "البالة "أزدحم السوق على غير عادته بالمشترين ـ ربما لبرودة الجو دخلا في ذلك ـ وبدت أيدي المشترين تمتليء باكياس من مختلف الأحجام .. بدد شكوكنا أبو العبد في الأمر بقوله: "الأسعار هنا أقل كثيرا من أسعار الملابس الجديدة، ورغم من غلائها النسبي لعدم دخول "بالات" جديدة إلا أن الناس يتسابقون لشرائها".في الطريق إلى حيّ الرمال بغزة جرى حوار ساخن بين امرأة بدينة وسائق السيارة التي تقلنا للحي. فالمرأة التي كانت في زيارة لزوجها المريض في مستشفى الشفاء تؤكد أنها تدفع عادة شيكلا ونصف الشيكل من ميدان فلسطين إلى المستشفى فيما يؤكد السائق أن الأجرة ارتفعت وعليها أن تدفع شيقلين أسوة بسائر الركاب، الامر الذي جعلها تستفز وتطلب النزول من السيارة وما أن نزلت حتى عبرت عن غضبها بإغلاق الباب بقوة.. ومن الشارع علت عقيرتها: "يقطعكو في هالبلد لا بترحموا ولا بتخلوا رحمة الله تنزل علينا".بجانبي في المقعد الخلفي للسيارة ارتفع نشيج شيخ كبير وأخذت الدموع تغطي وجهه فيما لهج لسانه بالدعاء "حسبي الله ونعم الوكيل" سألته: ما بك يا والدي وكررت السؤال، وأخيرا جفف الشيخ دموعه وقال: إن القوة التنفيذية هددت أبناءه بالسجن إذا لم يسلموا أخاهم المطلوب خلال أربع وعشرين ساعة: قلت وماذا ستفعل؟ فلم يجب فاكتفيت بالصمت.جارنا الذي شاطرنا نفس المقعد في السيارة. بدد الصمت فجأة بقوله: إمبارح جنني الولد..مخلص جامعة يا أخي، وطول انهاره يقيس الشوارع ويطالبني بالمصروف قلت له: "يا ابني ريحني وانصبلك بسطة سجائر".أمام المقهى الواقع بجوار "مطعم للشاورما " في حي الرمال. كان صديقي بانتظاري وبمجرد وصولي بادرني بقوله: سأريك عجبا..قلت: ليس قبل أن احتسي فنجانا من القهوة واجلسني بجواره على مقعد خيزراني مقابل المطعم، وقبل أن احتسى قهوتي أدركت مراد صاحبي، كان عدد كبير من السيارات تصطف أمام المقهى والمطعم ويترجل منها ركاب مدنيون وعسكرين بعضهم يلج المطعم، والبعض الآخر يكتفي بأكل "حشية" الشاورما مباشرة في بضعة قضمات ثم ينطلقون فقال صديقي معلقاهم "يأكلون الشاورما وزوجاتنا تتفنن في طبخ العدس!!.قلت: لكل دولة رجال. قال ونحن؟ قلت: لنا الله.طالب جامعي فيما يبدو كان يجلس بجوارنا شده المشهد معلق ساخرا: "الوظائف معدومة في هالبلد وإن وجدت فهي محسومة لأبناء حماس، أما نحن فمحرومون من أبسط حقوقنا هم الآن من يتزوجون ويأكلون ويشربون" يصمت فجأة ويقول: "صدقوني أنا خاطب منذ سنة ولم أستطع الزواج حتى الآن، ولذا قررت السفر لإكمال دراستي العليا ولكن كما تعلمون الله وحده يعلم متى تفتح المعابر.. ليلة أمس تمنيت أن أكون زهرة قرنفل أو حبة توت أرضي حتى يتسنى لي السفر!

الجمعة، 23 نوفمبر 2007

فكوا حصار الأبرياء في غزة


فكوا حصار الأبرياء في غزة :
أصدقاء الإنسان الدولية تدعو محبي العدل للمساهمة في حملة "فكوا حصار الأبرياء في غزة "
منذ إعلان نتائج الانتخابات التشريعية الفلسطينية التي جرت في كانون الثاني (يناير) 2006، في منطقتي الضفة الغربية وقطاع غزة، قامت سلطات الاحتلال الإسرائيلي وبعض دول العالم بحملة حصار ظالمة بحق الأبرياء في قطاع غزة الفلسطيني.
ونظراً لما تمثله هذه الحملة من ظلم كبير قل مثيله في تاريخ الإنسانية، فإن منظمة أصدقاء الإنسان الدولية تدعو كل محبي العدل في العالم، للمساهمة في حث أصحاب القرار لمراجعة سياسات حكوماتهم وفك الحصار عن قطاع غزة.
للمشاركة يمكنك إرسال الرسالة
نص الرسالة
Subject: Act to end the siege on the innocents in Gaza
Ladies and gentlemen, I am forwarding this message to you to express my shock over the despotic siege which the Israeli occupational authorities, in collaboration with your government, have been imposing on the Palestinians in Gaza Strip since the Palestinian legislative elections in January 2006.
I herewith declare my condemnation of this siege that poses an unprecedented case in the human history. I urge you to take prompt steps towards reconsidering your government's policy in this regard and ending the inhumane siege on Gaza Strip.
Thank you for your understanding.
Name

Email

Date

لطفاً الترجمة التالية للرسالة أعلاه للإطلاع وليس للإرسال ( نص الرسالة المرسل يجب أن يكون بالإنجليزية )
الرسالة
الموضوع: إعملوا على فكوا حصار الأبرياء في غزة
السيدات والسادة، أبعث لكم رسالتي هذه، للتعبير عن صدمتي من حملة الحصار الظالمة التي تمارسها سلطات الإحتلال الإسرائيلي وتشارك فيها حكومتكم، ضد الفلسطينيين في قطاع غزة منذ إجراء الإنتخابات التشريعية الفلسطينية في كانون الثاني (يناير) 2006.
أعلن إدانتي لهذا الحصار الذي قل مثيله في تاريخ الإنسانية، وأحثكم من اجل العمل السريع على مراجعة سياسة حكومتكم في هذا الشأن وفك الحصار اللاإنساني عن قطاع غزة.
شكراً على تفهمكم

(الإسم)
(البريد الإلكتروني)
(التاريخ)
أعزاؤنا محبي العدل وكارهي الظلم،،
إذا كنتم حقيقة من الذين يحبون العدل ويمقتون الظلم وتدعون إلى فك الحصار عن الأبرياء في قطاع غزة الفلسطيني، نرجوكم تطبيق ذلك والإشتراك في هذه الحملة.
نتأمل من كل من تصله هذه الحملة عدم الإستهانة بما يمكن تحقيقه عبر حملات المطالبات الشعبية واسعة الكثافة.
يتم إرسال هذه الرسالة تلقائياً إلى العديد من الحكومات المشاركة في حصار قطاع غزة. خاصة حكومة الولايات المتحدة الأمريكية والحكومة المصرية والحكومة البريطانية والحكومة الفرنسية والحكومة الألمانية.
لطفاً أكتب إسمك وبريدك الإلكتروني ، وتاريخ تحرير الرسالة في الأماكن المخصصة لذلك في نهاية النص.
يرجى من المنظمات والمواقع الالكترونية والمجموعات البريدية المتعاطفة وضع روابط لهذه الحملة على المواقع الخاصة بها وتمرير هذه الحملة / الرسالة إلى المنظمات والجمعيات الصديقة، وكذلك لأعضائها وقرائها والتفضل بالطلب إليهم القيام بإرسالها.
يرجى من الأفراد والمجموعات تمرير هذه الحملة / الرسالة ونشرها على أوسع نطاق. http://www.friendsofhumanity.info/ar/pages/index.php?page=gaza-- ___________________________Love Gaza http://lovegaza.blogspot.com/

الخميس، 22 نوفمبر 2007

الخضري: 3500 منشأة أغلقت و100 مليون دولار قيمة الخسائر جراء الحصار بقطاع غزة

الخضري: 3500 منشأة أغلقت و100 مليون دولار قيمة الخسائر جراء الحصار بقطاع غزة
القراءة : 181 التعليقات 0 تاريخ النشر : Friday, 23 November 2007



!-->
غزة-دنيا الوطنقال جمال الخضري رئيس اللجنة الشعبية لمواجهة الحصار في قطاع غزة، إن جميع مناحي الحياة شلت في قطاع غزة بسبب الحصار المفروض عليه منذ ستة اشهر، اثر سيطرة حركة حماس على قطاع غزة. وفي تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، قال الخضري إن رجال الأعمال الفلسطينيين تكبدوا خلال هذه الفترة خسائر بقيمة 100 مليون دولار بسبب منع اسرائيل إدخال البضائع التي يستوردونها، مما ادى الى تلفها.ولفت الخضري الأنظار الى حقيقة أن السلطات الإسرائيلية تجبي أموالا من التجار ورجال الاعمال الفلسطينيين كرسوم على تخزين البضائع التي ترفض السماح بدخولها للقطاع. واشار الى أن اسرائيل الغت مشاركة غزة في الكود الجمركي الامر الذي يعني أن احداً في قطاع غزة لن يستطيع أن يستورد أو يصدر مواد، موضحا أن تل ابيب اقدمت على هذه الخطوة بعد اعلان الحكومة الاسرائيلية غزة كيانا معاديا. وذكر الخضري أن الحصار ادى الى اغلاق 3500 منشأة صناعية وتجارية واقتصادية، الأمر الذي ادى الى إضافة 65 الف شخص الى جيش العاطلين عن العمل في القطاع، واضاف أن الحصار ادى الى تجميد رأس مال جميع رجال الاعمال والتجار، الأمر الذي مس بمصداقيتهم أمام الشركات العالمية والبنوك.وفي ما يتعلق بقطاع الإنشاءات، قال الخضري إن مشاريع انشائية بقيمة 250 مليون دولار توقفت بسبب الحصار ومنع دخول الإسمنت ومواد البناء. وشدد على أن أكثر تداعيات هذا الواقع مأساوية هو أن العديد من المشاريع الإنشائية كانت تستهدف بناء منازل لفلسطينيين دمرها الجيش الاسرائيلي، وكان من المفترض أن يكون أصحاب هذه المنازل قد تسلموها قبل حلول فصل الشتاء، مشيراً الى أن توقف العمل في هذه المشاريع يعني أن المئات من العائلات الفلسطينية ستعاني كثيراً خلال فصل الشتاء القارس. واشار الخضري الى أن مشاريع البنى التحتية والطرق توقفت تماماً وكانت النتيجة أن اصبح السفر على الكثير من الطرق في القطاع صعباً جداً بسبب حاجة معظم هذه الطرق الى صيانة. واوضح أن إسرائيل قلصت كميات الوقود الموردة الى قطاع غزة بشكل كبير، مشيرا الى أن آثار هذه المشكلة لم تظهر بشكل سريع بسبب الشلل الذي تعاني منه مرافق الحياة، مذكراً بأن مخزون القطاع من الوقود صفر، بحيث أنه في حال اوقفت اسرائيل امدادات الوقود فإن الكثير من القطاعات الحيوية ستنهار تماماً سيما القطاع الصحي.وحذر الخضري من حدوث كارثة بيئية في اعقاب توقف امدادات الوقود حيث أن محطات الصرف الصحية ستتوقف عن العمل، الأمر الذي يؤذن بانتشار الامراض والأوبئة.وحول خسائر القطاع الزراعي جراء الحصار قال انها بلغت 50 مليون دولار، مشيراً الى أن الحديث عن السماح بتصدير محصول التوت الارضي للخارج لا يتجاوز الوعود. وشكك الخضري في امكانية افتتاح الفصل الدراسي القادم بسبب الحصار، والسبب كما قال إن اسرائيل لا تسمح بتوريد معظم المواد، وضمنها الورق والقرطاسية. واضاف أن المسيرة التعليمية في الجامعات معرضة لخطر كبير بسبب توقف استيراد الحواسيب والتجهيزات اللازمة للعملية التعليمية.واشار الى أن هناك 500 طالب يدرسون في الخارج عالقون في القطاع، الى جانب ان هناك 4000 اسرة من المفترض ان تكون قد غادرت القطاع للعودة الى اماكن سكنها، الى جانب وجود الف عالق على الحدود المصرية الفلسطينية. واعتبر الخضري أن الحصار المفروض على الشعب الفلسطيني هو شكل من اشكال العقوبات الجماعية التي تفرض على اناس يعيشون في سجن كبير، مشدداً على أنها تتنافى مع المواثيق والاعراف الدولية.وناشد الخضري الدول العربية التحرك لرفع الحصار الخانق على الشعب الفلسطيني، مطالباً بتشكيل لجنة دولية للتحقيق في الجرائم التي ترتكب بسبب الحصار.

الثلاثاء، 20 نوفمبر 2007

رسالة النصيحة لـ فتح و حماس عبد الباري عطوان


رسالة النصيحة لـ فتح و حماس عبد الباري عطوان
19/11/2007
يلتقي الرئيس الفلسطيني محمود عباس اليوم في القدس المحتلة نظيره الاسرائيلي ايهود اولمرت في قمة هي الثامنة قبل انعقاد مؤتمر انابوليس للسلام في ميريلاند وبهدف انقاذ مفاوضات متعثرة لوضع وثيقة تشكل اطارا يحدد مسار العملية السلمية التي من المفترض ان تنطلق بعد المؤتمر. ما هو بحاجة الي انقاذ حقيقي هو الوضع الداخلي الفلسطيني، والمفاوضات المطلوبة، وبإلحاح، هي بين ابناء القضية الواحدة، والقمة المنتظرة والاكثر اهمية، يجب ان تكون بين قيادتي فتح و حماس وتحت مظلة عربية، لإنهاء حالة التشرذم الحالية، وترتيب البيت الداخلي الفلسطيني قبل فوات الأوان. فكلما طال امد الأزمة الحالية كلما اصبحت شروط الحل اكثر صعوبة. الشرخ يتسع يوما بعد يوم والانقسام يتكرس بين قطاع غزة والضفة الغربية، وجاءت احداث الاسبوع المنصرم الدموية التي سقط فيها ثمانية ابرياء كانوا يحتفلون بالذكري الثالثة لاستشهاد زعيمهم ياسر عرفات برصاص القوة التنفيذية التابعة لحماس في غزة لتضيف تعقيدات اضافية للاوضاع المتأزمة اصلا. يخطئ الرئيس عباس اذا اعتقد انه يستطيع ان يتوصل الي حل دائم مع الاسرائيليين في ظل حال الانقسام الحالي، ويخطئ اكثر اذا اعتقد انه تخلص من عبء قطاع غزة، وحركة حماس والديمقراطية الفلسطينية التي جاءت بها الي السلطة. فحتي لو اظهر الاسرائيليون كل مرونة ممكنة، وهذا موضع شك الجميع، وقدموا له كل التنازلات التي يريدها، وتجاوبوا مع جميع طلباته، فانه لن يستطيع تسويق اي حل او تسوية يتوصل اليها معهم، لانه ليس ياسر عرفات اولا، ولا يملك تفويضا من كل او اغلبية، الشعب الفلسطيني ثانيا. الرئيس عباس لا يجب ان يذهب الي مؤتمر السلام اصلا في ظل الشروط الاسرائيلية التعجيزية، وآخرها الاعتراف مسبقا بيهودية الدولة العبرية، مما يعني الغاء حق العودة، واسقاط الشرعية عن مليون ومئتي الف فلسطيني داخل الخط الاخضر، واذا كان لا بد من الذهاب اليه، فليكن عن طريق غزة، وليس عن طريق عمان او تل ابيب او القاهرة. يستطيع الرئيس عباس، لو اراد، ان يجد حلا للأزمة الحالية، بالتراجع عن شروطه التي يكررها دائما للهروب من استحقاق المصالحة، اي عودة الامور الي ما كانت عليه قبل انقلاب حركة حماس العسكري. وهي شروط لمنع الحل وليس لتسهيل الوصول اليه. لان السيد عباس نفسه لا يمكن ان يقبل بالوضع الذي سبق الانقلاب، مثل العودة الي اتفاق مكة وحكومة الوحدة الوطنية التي انبثقت عنه وانبثقت عن وثيقة الأسري او الحوار الوطني. النية الطيبة بالمصالحة ليست موجودة عند السيد عباس، والمرونة والتصرف المسؤول والرؤية الواضحة غائبة تماما للاسف عن حركة حماس وقيادتها، وخاصة بعض اولئك الموجودين في غزة، ولهذا يدفع الشعب الفلسطيني ثمنا باهظا من دماء ابنائه وتطلعاتهم في التحرير والعودة، واستعادة المقدسات. ممارسات حركة حماس الاخيرة تجاه مهرجان غزة، باتت تجعلنا، والملايين من ابناء الشعب الفلسطيني، ونضع ايدينا علي قلوبنا خوفا وقلقا.الشعب الفلسطيني انتخب حركة حماس واعطاها اغلبية المقاعد في المجلس التشريعي الفلسطيني لانه يثق بنظافتها، وسلامة توجهاتها، وزهد قادتها بالسلطة، وتمسكهم بالثوابت الوطنية، ومن اجل تخفيف معاناته تحت الاحتلال، ومواصلة المقاومة. وكان من المفترض ان تدرك قيادة حماس في الداخل والخارج، خطورة المصيدة التي انجرت اليها بأعين مفتوحة، بحيث اصبحت متورطة في سلطة موبوءة، محاصرة عربيا ودوليا، وتواجه التآمر من قبل البعض الفلسطيني المرتبط بالمشروعين الامريكي والاسرائيلي، وتزيد من مصاعب الفلسطينيين. كنا نتمني لو ان حماس لم تدخل الانتخابات علي اساس اتفاقات اوسلو التي رفضتها محقة، وكان عليها ان تظل في المجلس التشريعي تراقب السلطة التنفيذية، طالما اصرت علي دخولها، وتجعل من نفسها سدا في وجه اي تنازل عن الثوابت الفلسطينية، وسندا للمقاومة بكل اشكالها واتجاهاتها وايديولوجياتها. نعترف اننا صعقنا من بعض التصريحات التي اطلقها بعض قادة حماس في غزة وقالوا فيها انهم سيستولون علي الضفة الغربية بعد انسحاب اسرائيل منها، وسيصلون في المقاطعة بعد ان يدخلوها منتصرين، وهي تصريحات لم تكن موفقة علي الاطلاق، وغير مبررة، وتعكس عقلية تقطع جسورا، وتريد تعميق الأزمة، وتوفير الذرائع لمن يريدون ضرب حماس نفسها وتشديد الحصار علي الشعب الفلسطيني. وما آلمنا اكثر، اطلاق النار، بهدف القتل، من قبل افراد في القوة التنفيذية علي محتفلين ابرياء، الأمر الذي القي بظلال الشك علي طهارة هذه القوات، ووضعها في نظر الكثيرين في الخانة نفسها التي احتلتها اجهزة امنية كانت تابعة لقيادات طالما اتهمتها حركة حماس بالفساد وتنفيذ مشاريع دايتون في قطاع غزة والضفة الغربية. حركة حماس جري استدراجها الي مخطط جهنمي في محاولة لضرب علاقتها مع الشعب الفلسطيني، ومع قاعدتها العريضة، ليس في فلسطين فقط، وانما في العالمين العربي والاسلامي، حتي ان الشعب الفلسطيني او قطاعات منه، باتت تخاف من حركة حماس بعد ان كانت تخاف عليها من مؤامرات المتآمرين. ندرك جيدا ان كل الصعوبات الحالية التي يواجهها ابناء قطاع غزة من تجويع وحصار تأتي في اطار مخطط اسرائيلي ـ امريكي ـ فلسطيني لإفشال تجربة حماس في السلطة، ودفع الشعب الفلسطيني للانقلاب عليها، وهو ما لم يحصل، ونعتقد انه لن يحصل، لان هذا الشعب علي درجة كبيرة من الوعي بحيث لا تنطلي عليه هذه المؤامرة. فعندما يري هذا الشعب مندوبا يقول انه يمثله يتقدم بمشاريع قرارات الي الامم المتحدة تجرم المقاومة، وتعتبرها حركات خارجة علي القانون، اي ارهابية، ويتصدي لقرار عربي يعتبر ان قطاع غزة منطقة منكوبة تستحق الدعم العالمي، ثم يتبني تلفزيون فلسطين التابع لرام الله هذه المواقف، ويعتبر المقاومة خارجة علي القانون في شريطه الإخباري، فان هذا الشعب سيدرك من هو مع الثوابت الوطنية ومن هو ضدها. نحن الآن نعيش حالة ثأرية مؤسفة، كل طرف يتربص بالآخر، في ظل تحريض اعلامي مرضي مرعب، ومن يتابع تلفزيوني رام الله وغزة، يعتقد ان حماس هي التي اغتصبت فلسطين، او ان فتح هي التي استولت علي الاقصي وشردت الشعب الفلسطيني واقامت المستوطنات وقتلت الآلاف. لا نريد القاء المواعظ، والتذكير بالبديهيات، ولكن لا بد من ايجاد مخرج من هذا المأزق الكارثي، ولتكن الخطوة الاولي دعوة عربية للقاء في القاهرة، تحت مظلة الجامعة العربية، بين وفدي حماس و فتح وفرض وقف فوري للحملات الاعلامية، وفرض وضع وثيقة مصالحة تنص علي تشكيل حكومة انتقالية محايدة يوافق عليها الطرفان، تضم شخصيات وطنية نظيفة، تكون اولي مهامها اعادة بناء الاجهزة الامنية علي اسس مهنية ليست تابعة لأي تنظيم. من يرفض هذه الدعوة في حال صدورها، هو الذي يجب ان يدان، ويصنف في خانة من يريدون استمرار الأزمة لمصلحة اسرائيل والولايات المتحدة، وعليه ان يتحمل نتائج مقاطعته لهذه الخطوة امام التاريخ والشعب الفلسطيني والأمتين العربية والاسلامية.

قلبي على غزة ماذا نحن فاعلون؟؟؟؟؟


قلبي على غزة ماذا نحن فاعلون؟؟؟؟؟ بقلم صلاح هنية

لا أدري ما الذي دفع غزة أن تحضر بقوة في مخيلتي في هذه الأيام المباركة.... ترى هل هي بسبب تبادل أطراف الحديث مع الجمع حول تجربة لهم في غزة يوم كانوا يذهبون إليها بحرية... أم هم أولئك الأصدقاء الذين عدنا بذاكرتنا إلى الوراء لأكثر من ربع قرن مضى وأيام الدراسة الجامعية وبتنا في شوق إلى لقاء جديد ويتجدد... أم هو ذلك المطعم الشعبي على الشاطئ الذي يقدم السمك على أصوله وعلى حد تعبيره (نظام شوي وإلا نظام قلي).... أم تذكرات ابني الأصغر التي باتت شبه خيال عن أيام ذهابنا للاستجمام على شاطئ بحر غزة...أم اعتبارها من قبل حكومة أولمرت منطقة معادية....

باختصار قفزت غزة إلى الذاكرة من جديد بقوة والفضل يعود لمن شاء أن ينسب الفضل لنفسه وأنا سأنسب فضل التذكر لنفسي، في غزة بشر ومكان وذكريات قفزت جميعها بقوة، هل لا زال المكان ذات المكان؟؟؟ ترى ما الجديد الذي وقع في شارع عمر المختار، وما هو حال تلك العجوز التي كانت تحط رحالها يوميا أمام باب المسجد العمري تبيع التوت الأرضي فاذهب صوبها لا اراديا لابتاع منها التوت، وما هو حال صاحب المطحنة في ذات المكان الذي كنت ابتاع منه (الدقة) الغزاوية الأصلية، هل لا زال ميدان الجندي المجهول مكانا لتجمع العائلات هناك لاقتناص لحظات من الفرح. ترى ما هو حال تلك البيارات التي كنت اراها في عدة مناطق وماذا أبقت منها جرافات الاحتلال.
أحن إلى غزة..... واسأل هل من جديد في غزة؟ بعد الانسحاب الإسرائيلي من جانب واحد وبعد انتهاء الليالي المناح من احتفالات رسمية وشعبية، وبعد تشكيل الطواقم الفنية للتعاطي من نتائج الانسحاب، وبعد وضع عدد لا بأس به من أحجار الأساس لمشاريع مختلفة على أراضي المحررات (المستوطنات سابقا) وبعد استعادة مشروع الدفيئات الزراعية....
لم يأتي الجواب بعد إلا من خلال كومة تقارير صحفية تتفنن صالة التحرير باختيار عناوين لها (الوضع الاقتصادي المتردي ) (المساعدات لجمعيات الإغاثة لم تأتي كالسابق) ( البضائع في الأسواق ولا يوجد مشتري) (طالب غزي يدرس في بريطانيا حضر إلى غزة ليتزوج ويعود ليكمل دراسته وعلق هناك) ( ضياع موسم العمرة في غزة) (وتساؤلات حول موسم الحج) ( منع خروج المرضى للعلاج)....
جاءني البيان التالي.... زميل في وزارة الصحة قال أن أولويات الوزارة توفير الأدوية والمستلزمات الطبية إلى غزة وهذا ما نجتهد فيه ونحقق انجازات في مجاله حسب قوله، وفي اليوم التالي لسماع الخبر المبشر نقرأ (وزير الصحة المقال يفصل مدير مركز طبي لانتماءه السياسي)، لا يهم المهم هل وصلكم الدواء أيها الأهل الصابرين المرابطين، هل لا تزال الحياة تدب بنشاط في مجمع الشفاء الطبي، ومستشفى ناصر، ومستشفى أبو يوسف النجار.... الخ.
جاءني البيان الثاني.... وزارة الاقتصاد الوطني تضع ضمن أولوياتها غزة فهناك جهة اختصاص في الوزارة تؤمن دخول المواد التموينية والغذائية الأساسية إلى أسواق غزة بشكل منتظم.
جائني البيان الثالث... الحكومة الفلسطينية عبر وزارة التخطيط لن تسقط مشاريع غزة من خطة التنمية.
باختصار.... لا زلت أحن إلى غزة وقلبي على غزة وخوفي يكبر على غزة.... جوهر القضية ماذا نريد من غزة؟ وماذا نريد لغزة؟ وكيف نحقق ما نريد لغزة؟ وماذا نريد لغزة ما بعد غزة خاليا؟ هذه الكثافة السكانية في مساحة صغيرة نسبيا لقياس كم مواطن للمتر المربع، وهذا الحصار المضروب عليها، والعزلة التي تعيش عن العالم الخارجي، يجب أن نجيب على عدة أسئلة قبل أن نلفظ غزة....
أية تنمية نريد لغزة؟
أي سيناريو تفاوضي نريد أن نتعامل به لغزة؟
أي اقتصاد نريد لغزة؟
أية تعددية؟
أية ديمقراطية؟
(غزة في قلب الوطن ) ولكن هناك محاور رئيسية يجب الوقوف أمام تحدياتها حتى نعرف عن أية غزة نتحدث.......
من يقرع الباب يفتح له...........
وكل عام وشعبنا بخير..........

نداء


إلى كل فلسطيني شريف
آمن بالله رباً وبالإسلام ديناً
و أبى إلا أن يكون فلسطينياً
و آمن بأن فلسطين لنا جميعاً
ولفظ ماقتاً الحزبية والفئوية
و حرص على الترفع فوق الجراح
فلنقف ولنقل لهم كفى فهمنا المراد
وشبعنا من الزاد
أتريدون بيع فلسطين في المزاد
بعد أن يُهَجّر شعبها ويشتت في البلاد
أو يُقَتّل على أيدي بني يهود أو جواسيس أوغاد
فلنرحم شعبنا ونعض على الآلام ونضمض الجراح
لنصرخ في وجوههم جميعا
أنتم أيها القادة ... إن كنتم كذلك
فلترجِعوا إلى صوابكم
ولتتناكفوا أنى شئتم
بعيداً عن دماء وكرامات أبناء شعبنا
فلتتشبهوا بالرجال ...وتكونوا شرفاء
وتغلقوا أبواقكم السوداء
وتوقفوا نزواتكم العمياء
ستموتون... ولن يرحمكم شعبكم
سيترحم الشعب على الشهداء
فلتكونوا منهم إن أردتم...
ونحن لهم دوماً الأوفياء
فلسطين سوف تعود...بأمر من رب السماء
والحق سوف يسود
عاش الملك...مات الملك
والله هو الباق