الثلاثاء، 20 نوفمبر 2007

قلبي على غزة ماذا نحن فاعلون؟؟؟؟؟


قلبي على غزة ماذا نحن فاعلون؟؟؟؟؟ بقلم صلاح هنية

لا أدري ما الذي دفع غزة أن تحضر بقوة في مخيلتي في هذه الأيام المباركة.... ترى هل هي بسبب تبادل أطراف الحديث مع الجمع حول تجربة لهم في غزة يوم كانوا يذهبون إليها بحرية... أم هم أولئك الأصدقاء الذين عدنا بذاكرتنا إلى الوراء لأكثر من ربع قرن مضى وأيام الدراسة الجامعية وبتنا في شوق إلى لقاء جديد ويتجدد... أم هو ذلك المطعم الشعبي على الشاطئ الذي يقدم السمك على أصوله وعلى حد تعبيره (نظام شوي وإلا نظام قلي).... أم تذكرات ابني الأصغر التي باتت شبه خيال عن أيام ذهابنا للاستجمام على شاطئ بحر غزة...أم اعتبارها من قبل حكومة أولمرت منطقة معادية....

باختصار قفزت غزة إلى الذاكرة من جديد بقوة والفضل يعود لمن شاء أن ينسب الفضل لنفسه وأنا سأنسب فضل التذكر لنفسي، في غزة بشر ومكان وذكريات قفزت جميعها بقوة، هل لا زال المكان ذات المكان؟؟؟ ترى ما الجديد الذي وقع في شارع عمر المختار، وما هو حال تلك العجوز التي كانت تحط رحالها يوميا أمام باب المسجد العمري تبيع التوت الأرضي فاذهب صوبها لا اراديا لابتاع منها التوت، وما هو حال صاحب المطحنة في ذات المكان الذي كنت ابتاع منه (الدقة) الغزاوية الأصلية، هل لا زال ميدان الجندي المجهول مكانا لتجمع العائلات هناك لاقتناص لحظات من الفرح. ترى ما هو حال تلك البيارات التي كنت اراها في عدة مناطق وماذا أبقت منها جرافات الاحتلال.
أحن إلى غزة..... واسأل هل من جديد في غزة؟ بعد الانسحاب الإسرائيلي من جانب واحد وبعد انتهاء الليالي المناح من احتفالات رسمية وشعبية، وبعد تشكيل الطواقم الفنية للتعاطي من نتائج الانسحاب، وبعد وضع عدد لا بأس به من أحجار الأساس لمشاريع مختلفة على أراضي المحررات (المستوطنات سابقا) وبعد استعادة مشروع الدفيئات الزراعية....
لم يأتي الجواب بعد إلا من خلال كومة تقارير صحفية تتفنن صالة التحرير باختيار عناوين لها (الوضع الاقتصادي المتردي ) (المساعدات لجمعيات الإغاثة لم تأتي كالسابق) ( البضائع في الأسواق ولا يوجد مشتري) (طالب غزي يدرس في بريطانيا حضر إلى غزة ليتزوج ويعود ليكمل دراسته وعلق هناك) ( ضياع موسم العمرة في غزة) (وتساؤلات حول موسم الحج) ( منع خروج المرضى للعلاج)....
جاءني البيان التالي.... زميل في وزارة الصحة قال أن أولويات الوزارة توفير الأدوية والمستلزمات الطبية إلى غزة وهذا ما نجتهد فيه ونحقق انجازات في مجاله حسب قوله، وفي اليوم التالي لسماع الخبر المبشر نقرأ (وزير الصحة المقال يفصل مدير مركز طبي لانتماءه السياسي)، لا يهم المهم هل وصلكم الدواء أيها الأهل الصابرين المرابطين، هل لا تزال الحياة تدب بنشاط في مجمع الشفاء الطبي، ومستشفى ناصر، ومستشفى أبو يوسف النجار.... الخ.
جاءني البيان الثاني.... وزارة الاقتصاد الوطني تضع ضمن أولوياتها غزة فهناك جهة اختصاص في الوزارة تؤمن دخول المواد التموينية والغذائية الأساسية إلى أسواق غزة بشكل منتظم.
جائني البيان الثالث... الحكومة الفلسطينية عبر وزارة التخطيط لن تسقط مشاريع غزة من خطة التنمية.
باختصار.... لا زلت أحن إلى غزة وقلبي على غزة وخوفي يكبر على غزة.... جوهر القضية ماذا نريد من غزة؟ وماذا نريد لغزة؟ وكيف نحقق ما نريد لغزة؟ وماذا نريد لغزة ما بعد غزة خاليا؟ هذه الكثافة السكانية في مساحة صغيرة نسبيا لقياس كم مواطن للمتر المربع، وهذا الحصار المضروب عليها، والعزلة التي تعيش عن العالم الخارجي، يجب أن نجيب على عدة أسئلة قبل أن نلفظ غزة....
أية تنمية نريد لغزة؟
أي سيناريو تفاوضي نريد أن نتعامل به لغزة؟
أي اقتصاد نريد لغزة؟
أية تعددية؟
أية ديمقراطية؟
(غزة في قلب الوطن ) ولكن هناك محاور رئيسية يجب الوقوف أمام تحدياتها حتى نعرف عن أية غزة نتحدث.......
من يقرع الباب يفتح له...........
وكل عام وشعبنا بخير..........