الجمعة، 28 ديسمبر 2007


عيد الأضحى ....بلا أضاحي


بقلم النائب : راوية رشاد الشوا عيد الأضحى ....بلا أضاحي...!!!


مرت اللحظات عشية عيد الأضحى المبارك تحمل مشاهد المتناقضات على الشعب في قطاع غزة، فبينما كان الوفد الفلسطيني برئاسة الرئيس محمود عباس \"أبو مازن\" ورئيس وزرائه د.سلام فياض يتلقون الوعود التي انهالت\" بالمبالغ الفلكية\" المقدمة من الدول المانحة لدولة فلسطين العتيدة...... كان المشهد في قطاع غزة يتابع نقل مشاهد الدماء وأشلاء الشهداء تتطاير لتصل أيضاً لرقم يتخطى حالة الذهول ليصل إلى اكثر من \"تسعة\" شهداء وسط ازدحام عشية عيد يُقبل الناس فيه على التسوق من متاجر فارغة، يُقبل فيها على التنزه، والطائرات الإسرائيلية تكسب السماء شُحوباً .تلك المشاهد لا شك ضاعفت كوابيس تداهم ليل الطفولة البريئة، وأيام الكهولة...المنتظرة...ولحظات المرضى المنتظرين قطرة دواء أو إذن خروج للعلاج لا يأتي، فيقضي المريض منتظراً تصريح الخروج دون فائدة، فكل أعذار القائمين على إصدار تصاريح الخروج أو العودة إلى الوطن أصبحت واضحة حتى \"للأغبياء\"...؟؟ الهدف أن يزهقوا روح العيد....؟؟؟ ويقتلوا البسمة عن شفاه الأطفال في هذه المناسبة التي يحتفل به أكثر من 30000 مليون نسمة أو أكثر.أما أعياد الميلاد المجيدة في أقدم مدن التاريخ \"غزة\" فلا عيد يدق الأبواب...!! غابت الأشجار التي كانت تحيي الأعياد اقتلعت بآلات الغرب ....!! وزينة العيد صودرت ومنعت عن المعابر الموصدة »بالضبة والمفتاح«، والعاب الأطفال لم تعد من سلع العيد فقد يكتفي الطفل الغزي بحجر أو حديده، يتزامن احتفال المسلمين.... والمسيحيين في أعيادهم الرئيسية في وقت غابت حلويات العيد وخلت المحال التجارية من (حبة ملبس) باللوز...أو حبة الحلقوم الشامي...، ولوازم الأعياد.عيد الأضحى... بلا أضاحي فقد شحت الماشية....!!! يتقاسم الناس الأضاحي أو يستغفرون الله ويقومون بأداء واجباتهم الدينية حسبما تسمح الظروف...!!.عيد بلا مطر....!! فقد شحت السماء وجفت سحبها وانطلق خريف بارد مثل برودة المنازل التي تودع شهدائها...!!لا أريد أن اكرر مقولة ماري انطوانيت حين ثار الشعب الفرنسي إيبان الثورة الفرنسية التي أطاحت بنظام الحكم وبها، حين اخبروها أن الشعب يتضور جوعاً ولا يملك الخبز ليقيت به نفسه وأطفاله، فما كان منها إلا أن أجابت إجابتها الشهيرة..... إذن فليأكلوا البسكويت....!!ترْقب المارة من العائلات - اكتظاظ غير منطقي متحدين القصف يتحدثون، ويتجولون - الملاحظ: نُدرة من كان يحمل أكياس مشتريات...!!!هذا يعود لـ سببين...أولهما قلة ذات اليد- شح في الموارد، ثانياً عدم وجود ما يحتاجونه من سلع، هذا بالإضافة الى ان كل الأجواء لا تبعث بالمرء للاحتفال في هذا الوضع السياسي المأزوم.تذكرني الأحوال في غزة ببلدان المعسكر الشيوعي في الثمانينات \"بوخرست\" زمن \"شاوشيسكو\" ان حال الأسواق في غزة شيء من ذاك القبيل فما نجده اليوم على أرفف البقالات هي بقايا من بقاياه...!! المواد الأساسية هي موجودة بفضل الكمية المسموح بها من قبل الجيش الاسرائيلي هذا الذي انسحب من غزة أولاً، وأما الكمية الباقية هي من مخلفات وكالة غوث اللاجئين التي بدونها لتضاعف عدد المرضى والحالات الآيلة للسقوط والانهيار.لم يكن يوماً في قطاع غزة طفلاً جائعاً بالمعنى(الحرفي) لكنني من هنا لكل مسئول في قطاع غزة وفي رام الله أقول ونحن نشعر بالغضب لقد جاع أطفال غزة....!!! وهم بحاجة اليوم لوجبة غذاء هذا إن قدر الله لهم والدول المانحة..؟؟.من المسئول عن الموت البطيء الذي يمارس على شعب بأكمله؟ إن الذي سيحكم في نهاية الامر هو التاريخ وليس طرفاً من الأطراف المتصارعة ففي حالة احتدام الصراع السياسي والتحدي الفصائلي، فان القلب لا يشعر.... والعين تفقد بصرها.....والعقل يرفض أي فعل منطقي، إنها هي الحالة التي نعيشها من القسوة الجارفة التي تسكن العقل والقلب والنفس، وتنسيينا إننا شعب مورس عليه اشد أنواع العقاب الجماعي لذنوبٍ لم يقترفها.عيد بلا شوكولاته ولا حلوى للأطفال....عيد بلا ملابس حتى من صنع الصين...!!....عيد بلا أحذية جديدة التي كانت تتوج رزمة ملابس العيد..... بلا العاب وهدايا ولا نزهاتٍ....فالرسالة وصلت وعيون الطائرات في السماء ترصد لتحصد المزيد من الأرواح.عيدٌ ينتظر مواطنيه على المعابر منذ أشهر طوال دون التفات المسؤولين إلى حق الإنسان القانوني بالرجوع إلى وطنه وما يزال ينتظر في حرقة الشمس وبرد الشتاء.فالبرغم من حجم الضغوط التي تمارس على قطاع غزة والشعب الفلسطيني أينما كان لابد من التمسك بالبوصلة الوطنية التي آمنا بها جميعاً لان قضيتنا قضية سياسية عادلة.فإلى كل فلسطيني في الشتات اعرف خيبات أملكم واعرف استعدادكم لدعمنا، ولقد جاءت لحظة الحقيقة أن تقفوا معنا بتجرد ونعود إلى الأسس التي يمكن أن تجمعنا مرة ثانية أسس محفورة في قلوبنا وعلينا أن نعلنها ونعبر عنها ونقف من اجل تحقيقها، والعيد سوف يمر بكل آلامه وأحزانه لكن طالما هناك نفوس صادقة تملك الكلمة الحرة لن نخاف من هذا الحصار والاجتياح والقتل معاً....!!

http://www.alquds.com/inside.php?opt=2&id=49677

الجمعة، 21 ديسمبر 2007

Labbayki ya Ummi (لبيك يا أمي)


هذا زمن العقلاء !! بقلم د.غازي حمد

هذا زمن العقلاء !! بقلم د.غازي حمد التاريخ: 1428-9-22 هـ الموافق: 2007-10-03 21:50:08
د.غازي حمد
هناك اجماع على ان الحالة الفلسطينية جريحة ,حزينة, منقسمة .لا احد فينا يشعر بالراحة وطمأنينة النفس و"هداوة" البال ...بل على العكس, الكل قلق على مستقبله, خائف مما هو آت .اينما تذهب يفجئك الناس بالسؤال البديهي "وين رايحة ؟".بالتأكيد لا تملك جوابا صريحا وواضحا في ظل هذه الغيوم التي تلبد بها سماء الوطن ,وفي ظل هذه الاصوات الصاخبة الحادة التي أرهقت اذاننا بتعابير خارجة عن الادب الوطني , ومن ثم تجيب "الله يسترها ويجيب العواقب سليمة". !!جواب لا ينم الا عن عجز ووهن وضيق حال.
آلمني و آلم كل انسان هذه الحرب المفتوحة الضارية بين اخوة الوطن (من حاربوا سويا في خنادق المقاومة وتعلقوا باستار الكعبة وجمعتهم حكومة واحدة وبرلمان واحد) ..حرب على الارض و حرب في الاعلام ,حرب لا نعرف نهايتها والى اين ستصل وعن ماذا ستتمخض.
انظروا الى ما وصلنا اليه اليوم: انقسام وتفسخ غير مسبوق بين الضفة وغزة .. حدة الكراهية زادت بين حماس وفتح الى درجة مرعبة حتى اطفال الشوارع باتوا يتلاسنون بالفاظ نابية اكبر من اعمارهم .. الازمة الامنية انتقلت برمتها الى الضفة حيث جرت كثير من الموبقات والممارسات المرفوضة ... عانت غزة من حصار واخطاء وعثرات.. برزت ازمة الرواتب و محنة المعابر..طفت مشاكل الوزارات بين غزة ورام الله ..اصبحنا حيرى في وطننا , مشتتين ممزقين قلقين على مستقبلنا و مصيرنا ..اصبحنا في كل لحظة تحت سيف الاستنزاف والتوتر والحرب الباردة بين غزة ورام الله ...اصبحت الصحف تصدر عناوينها بمعركة "عض الاصابع " بين ابناء الوطن الواحد ..قرار هنا واجراء هناك ,فصل هنا وتعيين هناك .. اتهام هنا و تخوين هناك ...يالله !! الى اين وصلنا و اي طريق يقودنا؟؟واي كارثة تنتظرنا ؟!!
ما الذي سنصل اليه في النهاية بعد الحسم والمناكفة والمعاندة والمكابرة؟ حوار مرة اخرى ؟!! حوار للمرة الرابعة والخامسة والعاشرة ...هل سنعود الى مكة ام نلتقي في القاهرة او صنعاء او دمشق؟..ام سنبحث عن عاصمة اخرى تلملم جراحاتنا وتداوي وجعنا ؟ هل من ضمانة اكيدة انه بعد الحل ستعود الحياة صافية غير مكدرة(التي فقدناها منذ زمن وامد بعيد) ام انه تحت الرماد ما تحته؟
انا متأكد بانه بالامكان والميسور ان نحل كل قضايانا هنا ..نعم هنا ,في ازقة غزة او نابلس او رام الله دون الحاجة للانتظار على بوابات العواصم التي ملت من كثرة تردادنا !!و دون الحاجة للبحث عن وسطاء ذوي البشرة الشرقية او الاعجمية!!
نعم يمكن ان ننجح , وبامتياز, لو تجرد الجميع للصالح الوطني وتخلي عن كل الحسابات الضيقة ...لسنا بحاجة الى السفر بعيدا ..لسنا بحاجة الى "طاولات" مستديرة او مربعة بل بحاجة الى قلوب صافية وعقول واعية ...كما في حماس حريصون غيورون على الوطن هناك في فتح ايضا وفي الجبهتين والجهاد وكل القوى ..وبامكان كل هذه الايادي ان تتشابك وتخرجنا من دوائر التعاسة والنكد .اقول لكم ان شعبنا مل من الاحتراب ومل من الحوارات و مل من تعدد الحكومات والسلطات ومل من الانتظار المجهول ..مل من افق مسدود وامل مفقود...لا تعذبوه اكثر من ذلك وارأفوا به ..ارأفوا بشيبه وشبابه الذي لا يجد عملا ولا متنفسا ..ارأفوا بطلابه الممنوعين من السفر وتجاره الذين افلسوا ..كونوا لهذا الشعب يدا حانيا بدلا من سوط يلهب ظهره ...كونوا لهم بسمة امل بدل هذه التعابير العابسة التي تطل من حين لاخر تهدد وتتوعد!!
لكل طرف ان يقول ما يقول ,ويدعي ما يدعي , لكن صوت الوطن(الانقى والاصفى) هو الذي يجب ان يسمع الان . يجب ان يصمت الجميع ليصغوا الى صوت الوطن الجريح المكدود الذي يقول باننا نسير في الاتجاه الخاطيء المعاكس لمسيرة تحررنا واستقلالنا ..مسيرة توحدنا وكرامتنا ..يقول الوطن "لا لاتجاه الحرب والقطيعة ..لا لاتجاه الكراهية".صوت الوطن يقول بان غزة ليست لحماس والضفة ليست لفتح ,بل الوطن واحد و الشعب واحد . صوت الوطن الذي يملي على الاطراف ان تقدم تنازلا لاجله ولاجل وحدته و كرامته.. صوت الوطن الذي يقول بان المكابرة والمعاندة تقود الى الهلاك والدمار وضياع البلاد والعباد .
صوت الوطن الذي يقول بان الوقت هو وقت العقلاء ,وليس وقت المراهقة والعاطفة المشبوبة .. ليس وقت المناكفة والمعاندة وعض الاصابع لانها معارك محكوم عليها بالفشل(الجرح في الكف)...
هذا هو وقت العقلاء الذين هم ملح الارض الذين اذا حار الناس وضاقت عليهم السبل كانوا لهم شفاء و دواء وبلسما ..وقت العقلاء الذين لا تجرفهم الاهواء ولا تحرفهم لحظة غضب عن قول الحق ..العقلاء الذين لا تتلبسهم الحزبية بثوبها الضيق بل يتسربلون بثوب الوطن الارحم والاوسع والارحب ...العقلاء الذين يدركون بان التنازل من اجل الوطن والشعب ليس عيبا بل فخر وشرف .
ايها العقلاء نحن احوج الناس اليكم ..نحن غرقى في بحر لا قعر له, واذا لم تمدوا ايديكم الى هذه السفينة فستغرق ونغرق جميعا !! تذكروا بان فريضة اصلاح ذات البين اوجب من الصلاة والصيام لان فساد ذات البين هو الحالقة !! اي و الله !!الحالقة التي حلقت افئدتنا و اخوتنا ..الحالقة التي افسدت بين المرء وزوجه ,وجعلت الاخ يكره اخاه لمجرد الخلاف في الانتماء السياسي!!
هذا ليس وقت الاعلام المعبأ والمحرض على الكراهية والقطيعة وتفسيخ الصف الوطني ,بل اعلام وطني صادق يجمع شتات القلوب ويقرب وجهات النظر ..اعلام لا يكذب ولا يفبرك ...اعلام لا يقوم على الاتهام والتشويه والتجريح. للاسف اعلامنا وصل الى مرحلة غير مسبوقة من الاسفاف وتبادل التهم واقتناص العثرات و فضح المستور وتكبير الصغائر و"فتح الدفاتر القديمة" . اتمنى على كل الناطقين الاعلاميين ان يقفوا لحظة صدق ومراجعة ..ان يصوموا يوما عن الكلام غير المباح , ثم يتبعونه بيوم "عيد" يبثون للناس فيه كلاما طيبا حلوا بدل المر والعلقم الذي نتجرعه كل يوم ..اتمنى عليهم الا يفتحوا قواميس التعابير القاسية النكدة, فقاموس الوطن مليء بالكلمات الجميلة الرائعة .
** حل للازمة
ليس من شك اننا جميعا في ازمة !! ولا احد يستطيع ان يدعي غير ذلك .ماذا على المريض ان يفعل حين يلم به المرض سوى ان يسارع الى الطبيب ولا ينتظر حتى يستشري المرض فيصبح عضالا عصيا على الشفاء....المريض الذي لايشعر بعلته يموت موتا بطيئا .
حين نتكلم عن حل للازمة يجب الا نضع امامها الف عقبة وعقبة ,بل يجب ان نمد الجسور و نهيئ الاجواء ونفتح الافاق ..يجب الا نعقد الامور كثيرا, فاليسر والتسهيل مطلوب لصالح هذا الوطن ..ليس الوقت وقت مبارزة من يسجل نقطة ضد الاخر ,فكل الاهداف هي في شباك الوطن !!
من يبدأ بالخطوة الاولى؟ في شرعنا وديننا "وخيرهما الذي يبدأ بالسلام" ..اليوم نتكلم عن سلام الوطن وليس سلاما بين شخصين او حزبين ..من يبدأ هذه الخطوة الشجاعة فهو صاحب السبق والفضل ,وستسجل في سجله الوطني كعلامة تفوق وليس كرسوب او تراجع . ليس من العيب التراجع لصالح الوطن بل هو التقدم بعينه ..
من اخطأ فلا عيب ان يتراجع عن خطأه ,ومن تجاوز فلا ضير ان يعود ,ومن عاند او كابر فلا نقيصة في التوقف عند الحق, فهذا من شيم الكرام.
اليوم قضية وحدة الوطن اكبر من اي قضية فرعية اخرى .يجب الا تشغلنا الفرعيات الصغيرة عن القضايا الكبرى .يجب الا ننسى في زحمة المناكفة والمعاندة ان عدونا تغمره سعادة كبيرة لما الت اليه الامور .. سعيد بهذا الانقسام و التفسخ, فيما محبونا من العرب و المسلمين واصدقائنا في العالم حزينون متألمون.
لننفض عنا هذا التردد وهذه الهواجس الكثيرة ..لننفض عن عيوننا وعقولنا استحالة الحل دعونا من التعلق باوهام المؤتمرات الخريفية والشتوية (ليكن تصالحنا مؤتمرا ربيعيا) ... هناك اسس باتت واضحة لا يجادل فيها احد : حكومة بتوافق وطني ,مؤسسة امنية مهنية ,اصلاح المنظمة ,ما عدا ذلك فهي اجراءات وشكليات تصغر امام الاهداف الكبرى ..
ياقادة الشعب أروا الله وشعبكم من انفسكم خيرا ...نحن على ابواب عيد ..اجعلوا عيدنا فرحة حقيقية . -- ___________________________